كن سعيدا ما دمت حيا فلا شيء ينفعك بعد الموت
ذكر مقال ورد في مجلة Globe and Mail ريتشرد إزرايلز من فانكوفر الذي مات بسرطان القولون عن 51 سنة.
فحتى في أشهره الأخيرة لم يتذمر ريتشرد مرة واحدة من مرضه العضال.
كانت حياته القصيرة نسبياً مثيرة ومرضية بفضل نشاطه وحيويته الشديدين.
وقبل أن يسلم الروح ببضعة ساعات قال: رغم ما أنا فيه الآن، أستطيع أن أقول إن حياتي كانت جيدة، لتكون احياتنا جيدة.
يفترض بنا أن نسعى إلى ما هو هام بالنسبة لنا، ليس عدد السنوات التي نعيشها ما يحدد مدى غنى حياتنا وسعادتنا ورضانا عن أنفسنا، بل هو نوعية هذه الحياة.
بعض الأشخاص يموتون في الخامسة والأربعين من عمرهم، ولكنهم يكونون قد عاشوا حياة مليئة ومثيرة أكثر من آخرين عاشوا حتى التسعين أو المئة.
هل تصلح حياتك لأن تكون موضوع دراسة حول الضغط النفسي المستمر والاضطراب الدائم ؟
إذاً لا فائدة من أن تعلن قائلاً : لعلي لم أخلق لأعيش حياة سعيدة، ولكني على الأقل سأعيش حياة طويلة !
فما نفع أن تعيش طويلاً إن لم تكن مستمتعاً بحياتك ؟
أضف إلى ذلك، أن لا داعي لكي تقلق حول ما ستفعله بعد التقاعد، ما دامت حياتك متأزمة وأنت في عز شبابك.
وربما يداهمك الموت قبل أن تبلغ سن التقاعد.
حذر هنري ديفيد ثورو قائلاً : يا إلهي، إنها لحظة رهيبة حين يكون المرء على فراش الموت ويدرك أنه لم يعش البتة.
معظم الأشخاص الذين يتخطون سن الخامسة والستين يسترجعون في وقت أو في آخر مراحل حياتهم الماضية بندم.
يتأسفون لأنهم لم يرتبوا أولوياتهم بشكل مختلف.
كيف تبني السعادة التي تتمنى
معظمهم يتمنى لو أنه لم يقلق بشأن الأمور السخيفة، ولو أنه كرس وقتاً أطول للنشاطات التي كان يرغب بالقيام بها.
تصور أنك ستحضر في الشهر المقبل، نتوجه إلى خالقك قائلاً : أرجوك امنحني فرصة أخرى وسوف أبذل قصارى جهدي لأفعل ما ينبغي أن أفعله.
فيجيبك الله : إني أمهلك عاماً آخر تتمتع فيه بصحة ممتازة، لتحقق ما كنت تحلم دوماً بتحقيقه.
والسؤال الأغلى ثمناً هو : ماذا تفعل في هذه السنة الأخيرة ؟
يمكنك أن تبدأ بوضع لائحة بالنشاطات التي تود القيام بها.
ضع هذه اللائحة في محفظة نقودك واحملها معك دوماً لتذكر نفسك بما هو مهم بالنسبة لك.
ولئلا تجازف بالندم لاحقاً على أنك لم تسع إلى إنجاز الأشياء المهمة في الحياة، خصص الآن وقتاً لتحقيق معظمها.
في هذا الخصوص قدم الرئيس الروسي السابق نيكيتا خروتشيف نصيحة قيمة : الحياة قصيرة، عشها بكل تفاصيلها.
ابتداء من اليوم حاول أن تعيش حياتك كما لو أن كل يوم هو أحد آخر أيامك على هذه الأرض.
وحين تدق ساعة رحيلك ستتمكن من أن تقول إن مشوار حياتك كان جيداً.
لن يدوم ذلك أكثر من سنة، ولكن يا لها الحق يقال إنك إذا أردت أن تحقق السعادة على المدى الطويل، فأفضل وسيلة لذلك هي اختبار السعادة القصيرة المدى بشكل مستمر.
التوازن ما بين العمل واللهو خطوة هامة في الحاضر. وتأجيل هذا التوازن السعيد إلى ما بعد سنوات لهو أشبه بتأجيل ممارسة الحب لما بعد سن التقاعد.
وفي هاتين الحالتين لن تحقق كنت تحلم به.