كيفية تحليل الجمهور
للوهلة الأولى، قد يبدو جمهورك عبارة عن حشد كبير من الوجوه غير المميزة.
لكن توصيل رسالتك لأفراد الجمهور يعد، إلى جانب إعداد عرضك باتقان تبعا لتلك الرسالة، من أحد أسرار فن التحدث أمام الناس.
تتمثل إحدى الخطوات الأولى المهمة هنا بشأن إلقاء حديث مذهل مثير للإعجاب في استكشاف نوعية الجمهور الذي ستلقية عليه، من خلال تحليل الجمهور، هذا بالإضافة إلى معرفة ما يحتاجون إليه أو ما يريدونه منك.

يمكنك عمل هذا عن طريق ترتيب محادثة هاتفية مع الشخص المسؤول عن تنظيم الحدث، وذلك قبل المؤتمر وإليك فيما يلي الأسئلة الثمانية الرئيسية التي يمكنك أن تستفيد من طرحها عليه :
1.ما نسبة الذكور إلى الإناث في الحاضرين ؟
حاول أن تتصور كيف يمكن أن تؤثر نوعية الحاضرين على أسلوبك في العرض. على سبيل المثال، إذا كنت ستلقي حديثا حول ” تطوير المستقبل المهني في مجال تقنية المعلومات ” وكانت النساء تحتل ثلاثة أرباع نسبة الحاضرين، فمن الأفضل أن تخصص وقتا إضافيا لمناقشة التحديات الخاصة التي تواجه المرأة في هذا المجال قبل أن تتطرق لعرض كيفية تحسين المستقبل المهني فيه
2. ما المناطق الجغرافية التي ينتمي إليها جمهور الحضور ؟
إذا كان جمهورك قد أتى لمؤتمر من مناطق جغرافية متنوعة (من ولاية ” أيوا ” إلى الهند مثلا)، فقد تحتاج إلى تنقيح بعض الكلمات التي ستستخدمها في حديثك أو عرضك التقديمي. على سبيل المثال، إذا كنت ستلقي الحديث باللغة الإنجليزية، فلا تستخدم بعض الألفاظ والمصطلحات الأمريكية الدارجة أثناء إلقائك إياه، وذلك لأن الأمريكيين فقط هم من سيتمكنون من فهمها، ومن ثم ستجد سائر أفراد الجمهور يحكون رؤوسهم تعبيرا عن عدم فهمهم للرسالة.
3.ما نسبة موظفي الخط الأمامي و / أو المديرين من المستوى المتوسط و / أو المديرين التنفيذيين أو مالكي الشركات من الجمهور ؟
إن إلقاء حديث أمام مجموعة من رؤساء البنوك يختلف اختلافا كبيرا عن إلقائه أمام مجموعة من موظفي البنوك. ووفق مستوى الأفراد الذين ستلقي عليهم حديثك، ينبغي عليك أن تختار نقاط الاهتمام الخاصة التي ستناقشها.
أن تخصص الأمثلة التي ستستخدمها، أن تكيف الحلول التي ستوصي بها.
4. ما المدة التي قضاها معظم الحاضرين في الشركة أو في المجال الذي ستتحدث عنه ؟
يجب أن تعلم أن الأفراد الحاضرين الذين قضوا بالفعل فترة طويلة في شركتهم أو في مجال العمل الذي ستلقي حديثك حوله قد رأوا وسمعوا الكثير مما ستقوله بالفعل.
ومن ثم، إذا ألقيت عليهم حديثا يحتوي على معلومات معروفة ولا جديد فيها من وجهة نظرهم، فسوف يشعرون بأنك تستهين بهم وتقلل من قدرهم. على سبيل المثال، إذا كنت تعقد جلسة لمجموعة من مندوبي المبيعات المحنكين الذين تزيد سنوات خبرتهم عن 20 عاما في هذا المجال، فإن مناقشة كيفية التغلب على الخوف من طلب إجراء عملية البيع من الممكن أن تكون أقل بكثير من مستوى مهاراتهم الحالية.
ومن هنا نستنتج أنه كلما زادت خبرة المجموعة، يجب أن يزيد مستوى الجهد الذي ستبذله من أجل التوصل لمعلومات تقنية